رياضة

عقود اللاعبين.. أسرار و تحايلات …

عقود اللاعبين :اللاعب الموهوب، صفقة ثمينة، تبحث عنها الأندية دائماً، وعندما يوقع عقداً مع أحد الأندية، يحرص كلا الطرفين على الاتفاق على كل صغيرة وكبيرة، والالتزام بتنفيذ كل البنود باعتبار«العقد شريعة المتعاقدين»، ولكن تظل المراوغة بين الطرفين قائمة، وأبرز الأمثلة ما فعله نادي أرمينيا بيليفيلد مع الألماني جوزيبي رينا في 1996، الذي أهداه منزلاً من الليغو لمدة 3 سنوات، تنفيذاً لشرط اللاعب في عقده ببناء منزل له كل سنة، ولم يكن لدى اللاعب الحجة القانونية لمواجهة تحايل النادي الألماني.

وهناك أوقات يضع فيها اللاعب والنادي شروطاً لحماية مصالحهم، والسماح لهم بممارسة هواياتهم أو حياتهم العائلية دون اعتراض من المدربين أو إدارات الأندية، وبعض تلك البنود يراها البعض «سخيفة»، والبعض الآخر يراها حقاً من حقوق اللاعب أو النادي، ولكن تظل المراوغة قائمة، وفي عام 2020، عندما تحدث الجميع عن مستقبل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مع برشلونة، قبل انتقاله إلى باريس سان جيرمان، تم اكتشاف العديد من البنود المخفية في عقده مع النادي الإسباني العريق، وتضمنت اتفاقية لتعلم كيفية التحدث باللغة الكاتالونية، حتى يتبنى سلوكاً شخصياً مناسباً ووتيرة الحياة، وعدم الانخراط في المنشطات، وكان النادي يراقب التزام النجم الأرجنتيني دائماً.

وعندما كان روبرت ليفاندوفسكي، ينفد عقده مع بوروسيا دورتموند، كان بايرن ميونيخ وريال مدريد يتنافسان على توقيعه، وفي الوثائق المسربة للعرضين، بدا عرض الريال أكثر ربحاً، إذ عرض عليه «الملكي» صفقة بقيمة 166 ألف جنيه إسترليني راتباً في الأسبوع، ورسوم تسجيل بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني، وفي المقابل، كانت هناك العديد من الطلبات التي لم يرغبوا في أن يقوم بها ليفاندوفسكي الشهير بحياته الشخصية الجريئة.

وكان من أهم الشروط، عدم قيامه بأي أنواع من رياضة التزلج أو الطيران المظلي أو التسلق أو ركوب قارب بمحرك أو حتى ركوب دراجة نارية، ولذا اختار اللاعب الانتقال إلى بايرن ميونيخ، ويتوقع أن تكون هناك بنود إضافية مثل تلك الشروط إذا فكر النجم البولندي في الرحيل عن الدوري الألماني، إلا أنه حتى اللحظة، لا يزال ليفاندوفسكي قادراً على مواصلة مغامراته في الهواء الطلق مع بايرن ميونيخ.

تحايل في عقود اللاعبين

هناك شروط غريبة في عقود اللاعبين من اللاعبين، تدفع الأندية إلى المراوغة وابتكار أساليب ماكرة للتحايل عليها، وأشهر مثال يتعلق بما فعله نادي أرمينيا بيليفيلد الألماني، مع شرط المهاجم الألماني جوزيبي رينا في عام 1996، يبناء منزل له لكل سنة من عقده، إلا أن اللاعب لم يحدد الحجم المطلوب للمنزل أو نوعية البناء، ولذا قامت إدارة النادي ببناء منزل مصنوع من الليغو للسنوات الثلاث التالية، وإهدائه إلى اللاعب،.

وفي عام 1999، انتقل كل من لاعب خط الوسط الكونغولي رولف كريستل جوي مين من كارلسروه إلى إينتراخت فرانكفورت، واشترط في عقده أن يدفع ناديه الجديد لزوجته رسوم دروس لتعلم فن الطهي، والسويدي ستيفان شوارتز إلى سندرلاند، واشترط النادي على اللاعب عدم السماح له بالقيام بأي رحلات جوية محتملة إلى الفضاء، وحاول اللعب المراوغة

وكشفت مصادر داخل النادي وقتها، أن اللاعب حجز بالفعل على أحد الأماكن على الرحلات الجوية التجارية إلى الفضاء، وكانت مقررة عام 2002، والطريف أن مسيرة اللاعب انتهت عندما سقط سندرلاند في عام 2003.

قيود خاصة على عقود اللاعبين

أما نيل رودوك، المدافع السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز والمنتخب الإنجليزي، فاعترف بحبه للطعام، وأنه ذات مرة قام بتناول 212 شريحة لحم وفطيرة، ولذا عندما تعاقد معه كريستال بالاس في صفقة انتقال مجاني عام 2000، تضمن العقد عقوبة بنسبة 10%، إذا تجاوز الوزن الموصى به من الجهازين الفني والطبي وهو 99.8 كغم.

وانضم الأسطورة اليابانية كيسوكي هوندا إلى بوتافوغو في يناير 2020، ولكن الانتقال إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية المليئة بالجريمة، جعل لاعب الوسط يخشى على سلامته، ولذلك اشترط أنه سيحتاج إلى سيارة مصفحة كجزء من الصفقة، ولم يستطع النادي في هذه الحالة المراوغة ، رغم التكلفة العالية ، ووافق على طلب اللاعب، والذي لم تدم إقامته طويلاً في أمريكا الجنوبية، وهو يبلغ من العمر حاليا 35 عاماً، ويقيم في سودوفا في ليتوانيا.

اتفاقات ودية في عقود اللاعبين

يقول فارس جمعان لاعب الجزيرة السابق، عن عقود اللاعبين أو الأندية الغريبة في العقود: «تختلف الشروط الخاصة للاعب أو النادي على مستوى كل لاعب ونجوميته، وعادة لا توجد مثل تلك الشروط في عقود لاعبينا أو الأندية العربية، ويكون التركيز الأكبر في الاتفاقات على العائد المادي من راتب وامتيازات مادية، إلى جانب الشرط الجزائي في حال إنهاء العقد قبل موعده».

وأضاف: «هناك اتفاقات تكون ودية بين اللاعب والأندية في ملاعبنا العربية، وأبرزها حصوله على شارة القيادة أو عدم جلوسه على مقاعد البدلاء إذا لم تكن هناك إصابة، أو ارتداء اللاعب رقماً معيناً، مع إمكانية اشتراط الحصول على منزل أو سيارة معينة أو وظيفة إذا لم يكن اللاعب محترفاً، وبعض المحترفين يشترط الحصول على الوظيفة بعد الاعتزال».

من جانبه، قال ثامر محمد لاعب بني ياس وشباب الأهلي السابق: «اللاعب العربي عادة ليست له شروط خاصة في تعاقده مع الأندية العربية باستثناء الاتفاقات المالية، ولكن عادة مثل تلك العقود تكون من قبل اللاعبين الأجانب، وعلى سبيل المثال، هناك لاعبون أجانب محترفون في الدوري السعودي، وعائلاتهم تقيم في دبي، ويشترطون على أنديتهم السماح لهم بالقيام برحلات سريعة لزيارتهم في نهاية الأسبوع، إذا لم تكن لديه مباريات مهمة».

وسرد ثامر محمد، قصة الإيفواري جرفينيو لاعب نادي روما الإيطالي السابق، عندما كانت هناك مفاوضات من الجزيرة الإماراتي للتعاقد معه في يوليو 2015، وتم صرف النظر عن الصفقة بسبب مغالاة اللاعب في طلباته الخاصة، وأوضح ثامر: «الصحف الإيطالية وقتها كشفت أن اللاعب طلب بالإضافة إلى العقد الذي كان سيوقعه مقابل 13 مليون يورو لأربع سنوات، تخصيص طائرة هليكوبتر، وشاطئ خاص ومنزل لعائلته، وبطاقات سفر دائمة للذهاب إلى كوت ديفوار».

قرار النادي

من جانبه، شدد المغربي أحمد شليضة وكيل عقود اللاعبين المعتمد للعمل في الإمارات، أن هذه الشروط الغريبة في التعاقدات، غير موجودة بين أنديتنا العربية ولاعبيها، سواء العرب أو الأجانب، موضحاً أن هذا لا ينفي أن «العقد شريعة المتعاقدين»، وأن هناك بنوداً أخرى تتضمنها بعض العقود، وتعتبر عادلة من وجهة نظر البعض، وأكد أن القرار النهائي بالموافقة أو بالرفض يبقى في يد النادي نفسه. لقراءة بنود عقد لاعب كرة القدم

وقال: «لم أصادف لاعباً عربياً يضع شروطاً خاصة في عقده مع ناديه، وحتى أغلب اللاعبين الأجانب المحترفين في دورياتنا، لا تكون لهم شروط خاصة، باستثناء طلب البعض منزلاً بعدد غرف معينة، أو بموقع يطل مثلاً على البحر، أو داخل منطقة سكنية فاخرة بحراسة وملاعب وحمامات سباحة، وهناك لاعبون يشترطون على سبيل المثال، الإقامة في دبي أو في أبوظبي، رغم أنهم يلعبون في أندية تنتمي لإمارات أخرى».

وأضاف: «الأمر لا يقتصر فقط على اللاعبين، بل هناك مدربون أيضاً، تكون لهم شروط خاصة، ويحرصون على أن تتضمن عقودهم تلك الشروط، وتتركز أغلبها على أماكن الإقامة، وتوفير تعليم خاص لأبنائهم، وتذاكر طيران متميزة لهم ولعائلاتهم، وكلها أمور طبيعية ومشروعة في العقود، لأن اللاعب أو المدرب على سبيل المثال، إذا كان من البرازيل، فمن الصعب الطيران لمدة تتجاوز 10 ساعات، في مقاعد الدرجة السياحية، والأندية توافق على تلك الشروط عادة، وربما تزيد من الامتيازات إذا كانت هناك الرغبة في التجديد، بعد إثبات الأحقية بالبقاء.                   

أحد العروض المغرية لبعض اللاعبين

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى