ثراث

الزربية المغربية فن أصيل و كنز لا يفنى…

الزربية المغربية ثرات عتيق

تعتبر الزربية المغربية من أهم وأجمل الصناعات التقليدية التي يعتز بها المصمم المغربي، حيث يرتبط كل نوع من الزربية بمنطقة معينة، وتكشف الألوان والرموز القبلية، وهو ما يميز الزربية المغربية ويمنحها هذا الثراء والتنوع.
تعاني الزرابي، كغيرها من الحرف التقليدية، من مشاكل عديدة، تتمثل في قلة الطلب على هذا المنتج من قبل الأسر المغربية، وتراجع “الصناع والحرفيين” ذوي التراث الفني.

الزربية المغربية

زرابي فاس، زرابي الأطلس المتوسط ​​و العالي، زرابي مراكش، زرابي شرق المغرب، زمور… كلها أسماء زربية مغربية تكشف عن أصولها لدرجة أنها تحمل الاسم المغربي. القبيلة التي ينتمون إليها، مثل سجادة مديونة، وزربية الكروان، وسجادة آيت يوسي، وسجادة بني مطير. وهي سجاد وإن كانت تحمل ألوانها وعلاماتها التي تجعلها مختلفة عن بعضها البعض.

ويشترك في العديد من الميزات أهمها أنه من الصوف الخالص منسوج ومزخرف بأشكال هندسية بسيطة،

مثل: العيون، والمثلثات، والمستطيلات، والمربعات والدوائر، والأسلاك المتذبذبة، والخماسية.
ورغم أن سجادة الأطلس المتوسط ​​معروفة بقوتها ومتانتها، مما يعكس طبيعة صنعها، حيث إنها ألياف صوفية قوية، بيضاء اللون ومرغوبة في جمالها وألوانها.

الزربية المغربية

أما سجاد الحوز بمراكش فهو معروف بزخارفه الجميلة ورسوماته للمشاهدين، على عكس سجاد شرق المغرب الذي يتميز بزخارفه، وعادة على شكل فروع وزهور على خلفية فاتحة صوف مخلوط بشعر الماعز أو شعر الإبل.
مثل كل المنسوجات الحضرية، تتناسق الألوان والأنماط الهندسية مع منسوجات ميدونا وهي مليئة بالألوان مثل الأزرق الفاتح والأحمر والبرتقالي والأحمر الداكن والأخضر والأبيض، وتتميز بقبة مركزية مزدوجة وأضلاع مقوسة تتوضع في المنتصف الحقائب الشهيرة وغالية الثمن.

الزربية المغربية: زرابي المدينة
لزرابي بعض المدن حظوة خاصة ومتميزة، حيث تعرف على عكس زرابي بعض المناطق إقبالا شديدا، وبخاصة من طرف العائلات الكبرى التي تعتمدها كفراش وديكور في المحافل الكبيرة.
فهي جد مختلفة عن زرابي القرى وقبائل الأطلس الكبير والمتوسط، ومناطق أخرى من المغرب، وهي مرادف للدقة والحبكة والغنى، وبشكل خاص الزربية الرباطية التي تضم 160 غرزة في المتر المربع وتصنع في الأوراش على يد (الصنيعيات) أو مايسمى (بالحرايفية).
فلم يفقدها كونها مستوحاة في الأصل من الزربية الشرقية انتماؤها للصناعة التقليدية المغربية، فهي جد متميزة في إطارها الذي يعتمد على اللون الأحمر بمختلف تدرجاته وعلى اللون الوردي كذلك، وتطريزاتها المتنوعة تتشكل من خطوط هندسية، وورود وعصافير، وعلى زيادة في اللونين الأحمر والوردي،

واعتماد خمسة ألوان هي: الأسود، الأبيض، الأحمر، الأخضر والبرتقالي، وهي الألوان التي شكلت الألوان الأساسية لأفرشة القصور والإقامات الفخمة والفنادق الراقية.

اقرأ أيضا  

الصناعة النسائية :
إن نسج السجاد في المغرب مهنة أنثوية للغاية، ويهيمن عليها الرجال وهو تصريح يتم تداوله في جميع المنتديات.

-حالة وواقع هذه الصناعة الفنية التقليدية( الزربية المغربية) في كل أنحاء المغرب، يتم نسج المنسوجات في الداخل، على المقاعد وفي المناطق النائية،و في الجبال، على يد نساء توارثن هذا الفن التشكيلي منذ أجيال عديدة، لأنهن يعتمدن ويستعملن في الصوف مواد محلية مثل الأعشاب والأحجار والرمان. والحناء والجمال الأنثوي الجديد المتمثل في كتابات ورموز ابتكرتها نساء القرية الأميات. رسومات عالية التقنية ورغم أن هذه الصناعة تشكل ركيزة اقتصادية مهمة في بعض المناطق المغربية

الزربية المغربية

قوة هؤلاء النساء تقف خلف “المنج” (آلة تقليدية لنسج السجاد) منذ سنوات ويركز هذا النوع من الشركات، الذي أصبح أفضل منتج سياحي، على الأجانب، عبر وسائل الإعلام ووكلاء البيع، في حين يصعب على المغاربة الحصول على السجاد بسبب ارتفاع الأسعار.

تحتل الزربية المغربية مكانة هامة في المعارض الوطنية وحتى خارج البلاد، وحتى مساهمتها في الاقتصاد الوطني ليست ذات أهمية، نظرا للمنافسة القوية في السوق الناتجة عن تشجيع استثمار الأجانب على إدخال أنواع جديدة من الزرابي. وفي هذه الحالة ما يمكن فعله هو العمل على الحفاظ على جودتها، وسط تطور جودة السجاد.

وأخيرا، فإن صناعة الزرابي التقليدية في المغرب لا توجد فقط بسبب الحاجة إلى الحرارة وغيرها من الاحتياجات الحيوية، ولكنها توسعت وأصبحت جزءا هاما من النشاط الصناعي الذي خلق مكانة هامة لدولة المغرب في العالم.

من خلالها تستطيع نشر تراثها القديم وتفسير الجمال و التاريخ بأفضل طريقة ممكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى